هـل يخجــل لبنانيــو الدفــاع عــن إسرائيــل
د.نسيب حطيط
إن الدفاع عن النفس والوطن حق وواجب في كل الشرائع والقوانين، أما الدفاع عن العدو فهو عمالة ،والصراع مع الوطنيين المقاومين لسحب سلاحهم خيانة، ولا يمكن القبول بمهادنة العدو كوجهة نظر سياسية تخضع للجدال أو التأويل.
فمقاومة العدو واجب وطني لإسترجاع الحقوق ،أما في لبنان بلد الغرائب و العيش المشترك فالمقاوم متهم، والمتعامل مع إسرائيل يوزع الشهادات الوطنية والنصائح، و بعض اللبنانيين لم يتعظوا من تجاربهم بالتحالف مع إسرائيل، ولم يستطيعوا العودة لوطنيتهم، وحتى لا يكون الإتهام عاما فالأمثلة على تورط هؤلاء في أوهامهم وأحلامهم والموهومة كثيرة ومنها:
- مع بداية الحرب الأهلية عام 1975 و تحالفت بعض القوى اللبنانية مع العدو الإسرائيلي وإستلمت الأسلحة والمال والزيارات المتبادلة والتدريب العسكري وصولا لاجتياح عام1982 وانتخابات رئيس للجمهورية في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
- تشكيل دولة لبنان الحر بعد اجتياح عام1978 بقيادة الضابط سعد حداد جيش حداد ، لحماية إسرائيل وبناء قاعدة مخابراتية عسكرية لصالح الاحتلال، وتطور هذا الجيش بقيادة إنطوان لحد لمواجهة المقاومين وقصف المدنيين .
- بعد استلام الرئيس أمين الجميل للرئاسة ووصول(نيوجرسي) والمتعددة الجنسيات إلى لبنان تم توقيع إتفاق(17)أيار مع العدو الإسرائيلي وقد أسقطه المقاومين.
- بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقيام تجمع 14آذار لم نسمع أو نقرأ بيانا لهذه القوى يستنكر الخروقات والإعتداءات الإسرائيلية أوعدم الإنسحاب من مزارع شبعا والغجر ،بل ركزت كل التصريحات حول سحب سلاح المقاومة وإنهائها لإراحة إسرائيل و دعمها من خلال أحداث الشرخ في الموقف اللبناني بمواجهة العدوان الإسرائيلي أمام المؤسسات الدولية وهذا ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
- اغتالت إسرائيل العديد من قادة المقاومة وكوادرها فلم نسمع إدانة أو مطالبة بالإقتصاص من القتلة لأن القاتل إسرائيلي.
- لقد اعلنت هذه القوى على أن التعامل مع إسرائيل(العدو المحتل)يساوي التعاون مع(سوريا وإيران)وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة ،مما يعني أن إسرائيل وسوريا وإيران ، اما أعداء أو أصدقاء والظاهر أن إسرائيل هي الصديق وسوريا وإيران هي العدو، وهذا ما يخالف اتفاق الطائف والثقافة الوطنية.
- إن هذه القوى تشترط للدخول في الحوار أن يكون البند الوحيد هو سلاح المقاومة وبعد محاولاتها لرفع شعار(بيروت وطرابلس منزوعة السلاح) وصولا لنزع سلاح المقاومة الذي عجزت وتعجز إسرائيل عن هزيمته، وهم الذين هاجموا الملف النووي الإيراني البعيد عنهم ولم يدينوا الملف النووي الإسرائيلي ، وفي يوم النكبة أدانت هذه القوى سماح الجيش اللبناني للفلسطينيين المدنيين بالتظاهر ،ولم تستنكر إطلاق النار الإسرائيلي الوحشي وقتل للعشرات.
من المثير للحزن والغرابة أن يتطوع بعض اللبنانيين للدفاع عن إسرائيل نكاية بخصومه اللبنانيين أو قناعة بالتحالف مع العدو، وهذا ما يخالف الإنتماء الوطني واالعقائدي فإن الرسالات السماوية المسيحية والإسلامية تؤكد على مقاومة الظالم المحتل ومناصرة المظلوم
ونتسائل لأي وطنية أو أخلاق يحتكم هؤلاء حتى صارت مشكلة عقارات لاسا البسيطة والتي نجد أمثالها في كل قرية لبنانية بين الأخوة والجيران، ليمارسوا التحريض الإعلامي الفتنوي عبر البيانات والتصريحات، أكثر ماقالوه عن مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل ويدافعون اليوم عن المصالح الإسرائيلية النفطية بحجة ان حزب الله صادر السيادة اللبنانية لأنه تعهد بالتصدي للعدو، لكنهم لم يروا أن إسرائيل تنتهك السيادة والقرارات الدولية لكنهم لا يستنكرون لأنهم ينتظرون الغوث منها كما تمنوا في حرب تموز وفشلوا وكما انتظروها في اجتياح عام1982 وهزموا وتوجوا تحالفهم بمجازر صبرا وشاتيلا وغيرها.
دعاؤنا لهم أن يعودوا لوطنهم وإذا امعنوا بتورطهم فإننا ندعو القوى الوطنية عدم مشاركتهم في الحوار ،إذ كيف يمكن مناقشة حلفاء إسرائيل باستراتيجية مقاومة إسرائيل